تغذية وإرشادات

كيف يتحكم جسمك فيما تأكل؟

الإنسان أغرب كائن في اختيار نوع طعامه

قالت الدكتورة أسماء محمد مدرس التغذية بالمعهد القومي للتغذية أنه منذ ثلاثينيات القرن الماضى كان علماء التغذية يؤمنون بنظرية (حكمة الجسم)، والتى تقول بأن الجسم مبرمج ذاتياً لتناول الأطعمة التى يحتاجها لتمده بالطاقة والمواد الغذائية المتوازنة أى أنه ليست هناك اختيارات.

وأضافت: ولكن ظهرت نظريات علمية حديثة تقول بأن المعدة هى التى تختار لنا نوع الطعام الذى نأكله، وذلك من خلال رسائل توجهها عبر موصلات عصبية للمخ لتخبره بما هو صالح ومناسب للأكل وما هو غير مناسب!

وإذا طبقنا وأخذنا بهذه النظرية علي الإنسان نجد أن جوع الإنسان لنوع معين من الطعام هو نتيجة إحتياجه الداخلي، فعندما ينجذب الإنسان لرائحة شواء اللحم مثلاً فهذا يعنى حاجة جسمه للبروتين، وميله لأكل السلمون يعنى حاجته للملح وهكذا .

 كما أنه يأكل البطاطس لأنها تمده بالطاقة الضرورية هكذا بكل بساطة فنحن نرغب في الطعام لأنه يبقينا أحياء .

نظرية حكمة الجسم لا تفسر العادات الغذائية السيئة

وأردفت الدكتورة أسماء محمد قائلة: ولكن هذه النظرية ليست صحيحة دائماً علي طول الطريق لأنها لا تتفق والكثير من العادات الغذائية السيئة مثلاً، فالطعام الذي نحبه غالباً إما أنه عديم القيمة مثل الكوكا والفيشار واللب، وإما أنه ضار صحياً مثل القشدة والبسطرمة والكحوليات، فهل هذا يعنى أن الجسم فى احتياج إلى مثل هذه الأطعمة؟!.

وعلي عكس الشخصية الخيالية (باباي البحار) فنحن لا نحب الأكلات بالفيتامينات والطاقة مثل السبانخ والكبدة، وفكرة أننا نأكل من أجل أن نحيا فقط لا تفسر أبداً تلك التراجيديا الهضمية التي يمر بها الإنسان .

رحلة تطور الاختيارت منذ الطفولة وحتى سن النضج

وقالت مدرسة التغذية: نحن نبدأ الحياة كمواليد صغار نعيش علي اللبن فقط، وبعد هذا نصبح أطفالاً صغاراً نضع في أذهاننا التقاط أي شيء يقابلنا للأكل ابتداء من لعب الأطفال حتي الحشرات الصغيرة، وعندما نكبر ونصبح في سن الرابعة فنحن نرفض أن نأكل أى شىء إذا واجهنا ما نكرهه .

وعندما نصل إلي سن النضوج فنحن نتصرف بغرابة شديدة حيث نحب أن نأكل أطعمة يأنف منها أي طفل، ولا يقبل أن يتناولها أبداً مثل الفسيخ والرنجة والجبن الركفورد وغيرها من الأطعمة الحريفة والمعتقة .

باختصار نحن جميعا نتصرف بغرابة فيما يتعلق بالطعام

تقول الدكتورة أسماء: في السنوات القليلة الماضية اكتشف العلماء العديد من الوصلات العصبية التي تربط بين الجهاز الهضمي ومخ الإنسان وارتبط هذا ببعض الدراسات النفسية لتفسير حالة الاستمتاع برائحة وطعم الأكل حيث أن الإنسان مبرمج ليستطيب الأكل الذي به حلاوة ويتجنب الأكل الذي به مرارة .

أما حب الإنسان للدهنيات فيبدو أنه تذوق مكتسب اكتسبه الإنسان خلال الأيام .

كيف يصبح الطعام المُحبب إدماناً؟

واختتمت الدكتورة أسماء محمد مدرسة التغذية بالمعهد القومي للتغذية أنه وكما يبدو أيضاً أن الطعام الذي تذوقناه واستحسناه أثناء الرضاعة والطفولة وربما قبل ذلك هو نفسه الذي نرغبه ونحن كبار .

أي إنسان يصحو من نومه الساعة الثالثة صباحاً ليتناول قطعة من كيك الشيكولاته لن يندهش إذا علم أن تناول الطعام المحبب إلي النفس يؤدي إلي تنبيه نفس المسارات العصبية تماما مثل أدوية الإدمان!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى