أبحاث ودراسات

الشعور بالوحدة والنوم علاقة عكسية قد تدمر جهازك العصبي

يصل مدى العلاقة ما بين الشعور بالوحدة والنوم أو بالأحرى قلة أو عدم الحصول على نوم جيد إلى حوالي 70% بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا لأقوى وأشد أشكال العنف في ماضي حياتهم.

يقول الدكتور أيمن العزوني أستاذ المخ والأعصاب: ما فات حقيقة أجمعت عليها أغلب الدراسات العلمية الحديثة إن لم يكن كلها، وأضافت بعض هذه الدراسات أن قلة النوم وأحياناً انعدامه بسبب الشعور بالوحدة قد تلحق أضراراً فادحة بالجهاز العصبي للإنسان في بعض الحالات”

وأخيراً أكدت هذه الحقائق دراسة بريطانية نُشرت حديثاً حيث قالت أن الشعور بالوحدة قد يؤدي إلى الشعور بعدم الأمان، ومن ثم عدم القدرة على الحصول على نوم عميق أو على الراحة.

اشترك في هذه الدراسة أكثر من 2200 شخص من بريطانيا تتراوح أعمارهم ما بين 8 سنوات إلى 19 سنة بمعلومات بخصوص مستويات الوحدة التي يشعرون بها، وكذا أنماط نومهم.

قال حوالي من 25% إلى 30% من المشاركين بأنهم يشعرون في بعض الأوقات بالوحدة، بينما أكد حوالي 5% منهم بأنهم غالب الأوقات يشعرون بالوحدة.

ووفقا لما قاله باحثون في كلية كينجز لندن في انجلترا أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أكثر من غيرهم معرضون للشعور بالتعب، وصعوبة التركيز خلال اليوم بنسبة تصل إلى 24%.

وقالت الباحثة “لويس أرسنولت” مؤلفة هذه الدراسة أن واحدة من الكثير من الطرق التي تؤثر بها الوحدة على الإنسان وتسبب له الإزعاج هى انخفاض جودة النوم، وقد ركزت دراستنا على أهمية اتباع الطرق العلاجية المبتكرة التي تستهدف القضاء على الأفكار والتصورات السلبية التي تجعل الشعور بالوحدة كما لو كان حلقة مفرغة.

وأضافت “أرسنولت” أن الكثير من الأشخاص الذين أجرينا عليهم الدراسة هم من طلاب الجامعة، والذين يعيشون بعيدا عن الأهل والمنزل لأول مرة في حياتهم مما يضاعف من شعورهم هذا.

ولذلك فمن الضروري أن يتلقى هؤلاء الشباب الدعم المناسب كي يتمكنوا من معالجة مشاعرهم قبل أن تتحول إلى مشاكل صحية حادة.

الشعور بالوحدة والنوم علاقة عكسية

يقول الدكتور العزوني: فيما له علاقة مباشرة ما بين الشعور بالوحدة والنوم أو كيف تظل العلاقة عكسية بين الوحدة والحصول على نوم جيد قائمة حتى بعد أن أكد الباحثون أن الاكتئاب والقلق من العوامل ذات التأثير الكبير على النوم والشعور بالعزلة.

إلا أن هذه الدراسة لم تتمكن مباشرة من إثبات أن الوحدة تسبب عدم التمكن من النوم بشكل جيد.

لذلك ذهب الباحثون أيضا إلى أن عدم الشعور بالراحة أثناء النوم قد يكون سببه الشعور بعدم الأمان كنتيجة للوحدة، ولذلك قام الباحثون في هذه الدراسة الحديثة بفحص تأثير التعرض للعنف في الماضي مثل التعرض لجريمة ما، أو الاعتداءات المتكررة، أو سوء معاملة الأطفال، أوالتعرض للعنف الشديد.

وقال تيموثي ماثيوز ــ وهو شريك في إعداد هذه الدراسة وباحث في المعهد ــ في بيان صحفي أن التعرض للعنف في الماضي يجعل العلاقة بين الوحدة وعدم النوم تتفاقم أكثر، وهذا يتفق تماما مع الاقتراح القائل بأن مشاكل النوم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الوحدة ترتبط بشكل كبير مع شعورهم بعدم الأمان.

ويوضح ماثيوز هذه العلاقة قائلا: هذا أمر منطقي لأن النوم عبارة عن حالة يستحيل على الشخص فيها أن يتوخى الحذر من أجل سلامته، لذا فإن الشعور بالعزلة والابتعاد عن الآخرين قد يجعل من الصعب على المرء الحصول على نوم هادئ ومريح.

بل وأكثر من ذلك بالنسبة للأفراد الذين تعرضوا للعنف في الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى