أبحاث ودراسات

خرافات طبية شائعة عن السرطان والسمنة والتشوهات الخلقية

خرافات طبية وكثير من المعتقدات الصحية منتشرة في كل الثقافات ويعمل بها الكثيرون باعتبارها حقائق غير مشكوك فيها وهي في الحقيقة أوهام لا تمت للعلم ولا للطب بصلة.

يقول الدكتور ياسر غانم استشاري الأورام والعلاج الإشعاعي أن أشهر هذه الخرافات أن الإصابة بالسرطان مثلاً تعني الموت، أو على الأقل التشوه نتيجة إجراء الجراحة التي تحدث تشوها عنيفا جدا في الجسم.

أو أن الوفاة تحدث نتيجة العلاج الكيماوي الذي يؤدي إلي الموت، والحقيقة أن السرطان مثل الثعبان، فهناك نوع من الثعابين لا أثر لعضتها علي الإطلاق رغم ألمها، وهناك نوع آخر تكون عضتها سامة مميتة، كما يوجد نوع منها لا تعض إلا في حالة الخوف ممن يهاجمها.

وكذلك السرطانات فهي أنواع، فمثلا سرطانات الجلد والدم يشفي منها المريض تماما ويعيش حياته بصفة طبيعية حتي إنه ينسي أنه أصيب بهذا النوع من السرطان، ولكن توجد سرطانات أعنف كسرطان المثانة مثلا.

وعموما فإنه لم يعد هناك الآن ما يسمي بأن السرطان يعني الموت، كما لم يعد الإجراء الجراحي مسببا للتشوه.

لأن الجراحات الدقيقة والميكروسوكبية مكنتنا من استئصال الجزء الجراحي المصاب فقط ومعه قليل من الأنسجة السليمة دون إهدار أو تضحية بأنسجة سليمة كبيرة وكثيرة حول الجزء المصاب كما كان يحدث من قبل.

يقول الدكتور ياسر غانم أنه الآن توجد أنواع عديدة من العلاج الإشعاعي مثل المعجل الخطي الذي يمكننا من استئصال الجزء المصاب فقط، كما أوضحنا بخلاف ما كان يحدث من قبل حيث كان يتم استئصاله كاملا.

أما الآن فإن الاستئصال يكون للورم فقط هذا بالإضافة إلي وجود جراحات التجميل والاستكمال التي نقوم بها بعد الاستئصال كما يحدث عند استئصال الشرج حيث نعيد بناءه من جديد وكذلك عند استئصال المثانة. نعيد بناء مثانة جديدة وهكذا.

فالأمل كبير جدا في الشفاء من مرض السرطان بأنواعه العديدة مع التقدم العلمي المتواصل والذي يتيح لنا المعلومات الجديدز التي تؤدي إلي شفاء السرطان بدون تشوهات جسمية أو مشاكل فيما بعد.

خرافات عن التشوهات الخلقية .. ليست كلها وراثية

يعتقد البعض من الناس أن التشوهات الخلقية كلها وراثية،

وفي الحقيقة أن هذا يعتبر أيضاً خرافات طبية فالتشوهات الخلقية الموجودة في الوجه أو العظام أو القلب ليس ضروريا أن تكون وراثية أو ناتجة عن الأم أو الأب أو الجدود.

هناك أكثر من 60% من التشوهات الخلقية غير معروفة السبب علي الإطلاق، وحوالي 30% منها يمكن معرفتها أو تخمينها، وحوالي من 10% الي 20% تكون موروثة.

والعوامل الرئيسية التي تؤدي إلي التشوهات الخلقية تتمثل في أمرين أحدهما زواج الأقارب، والثاني تقدم سن الأب أو الأم عند حدوث الحمل.

ولذا نجد أن الإنجاب يتم في الغرب في سن العشرينيات ثم يقومون بعمل تنظيم للأسرة، أما إذا كان هناك من يرغب في الإنجاب بعد سن الأربعين فإنه بناء علي القانون لابد من أحذ عينات من الأبوين.

كما تؤخذ عينات من السائل المحيط بالجنين بعد الحمل للتأكد من خلوه من التشوهات الخلقية لأن هذا الحمل يسمي بالحمل الخطر علي الأم والجنين.

وفي انجلترا فإن القانون يمنع زواج أبناء بنات العم أو الخال أو الخالة، حتي إن زواج هؤلاء يكون أمرا ذا صعوبة بالغة.

وفضلا عن هذا كله فهناك عوامل أخري لحدوث التشوهات الخلقية مثل العدوي ببعض الفيروسات كالحصبة الألماني مثلا أثناء الحمل، وكذلك تعرض الأم الحامل للإشعاعات أو أنها تتعاطي بعض الأدوية أثناء الحمل دون إشراف طبي أو حتى استشاره.

إذن القول بأن كل تشوه خلقي موروث يعتبر خرافات طبية ولا يلام عليه الأب أو الأم.

ومع التقدم العلمي فقد توصل العلماء إلي إجراء العمليات الجراحية للأجنة المرضي وهم في بطون أمهاتهم لإصلاح بعض العيوب أو التشوهات الخلقية.

وأحيانا يضطر الأطباء إلي إجراء عملية إجهاض للأم اذا كان التشوه بالجنين كبيرا ويلحق الضرر به.

خرافات طبية عن السمنة .. ليست دليل صحة

مما يلفت النظر ويبدو كظاهرة مع الطفرة والوفرة المالية التي طرأت علي بعض الثقافات هو النهم والإقبال بشراهة علي المأكولات الدسمة مع عدم الحركة اللازمة. تقول الدكتورة أسماء عبد العال الاستشاري بالمعهد القومي للتغذية.

وتضيف وعدم ممارسة أي نوع من الرياضة وبعض الآباء يفرحون بسمنة أبنائهم على اعتقاد أن زيادة الوزن دليل علي صحته، وعلي يسر الحال ورغد العيش.

وهذا الاعتقاد خاطئ تماما لأن السمنة أم الأمراض وسبب كل بلاء بالجسم فالطفل السمين مريض، وإما أن يكون مريضا بالطبيعة فحدثت له السمنة، وإما أن يكون الغذاء هو السبب في سمنته.

والطفل السمين يشب وهو مريض بالسمنة ويكون معرضا للإصابة بمرض السكر في سنوان مبكرة كما يكون معرضا للإصابة بجميع مضاعفات السمنة.

إن شركات التأمين الكبرى سواء في أمريكا أو أوروبا تتردد قبل أن تعطي بوليصة التأمين علي الحياة لإنسان يزيد وزنه كثيرا علي المعدلات الطبيعية.

وذلك لأن معدلات الوفاة تصبح أعلي فيمن يعانون من السمنة فضلا عن معاناتهم الشديدة من أمراض القلب والصدر والرئتين والظهر والمفاصل وتصلب الشرايين وحصوات المرارة، حتي إن أجهزة الجسم جميعها تصبح مستهلكة قبل موعدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى