أمومة وطفولة

نقص الذكاء أو التأخر العقلى لدى الأطفال.. الأسباب الوراثية والمرضية

حول نقص الذكاء لدى الأطفال أو التأخر العقلى يقول الدكتور عبد الله مكي استشارى أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي أن هذا هو هاجس كل أم تستقبل مولودها الحديث، ونقص الذكاء أو التأخر قد يصيب الجنين في فترة ما قبل الولادة ومن أهم أسبابه الوراثة، فنسبة احتمال ولادة طفل متأخر عقليا من والدين عاديين لا تزيد عن 3% ولكنها تصل إلي 90% إذا كان الوالدات علي مستوي عقلي منخفض.

وأضاف الدكتور مكي: كما يتأثر مخ الجنين تأثرا شديدا إذا تعرض لأشعة أو لبعض أمراض الحميات مثل الحصبة الألمانية أثناء الثلاثة أشهر الأولي من الحمل.

أما المرحلة الثانية التي قد يتعرض فيها المخ للخطر فهي فترة الولادة نفسها، وحين يخرج المولود إلي الحياة .

حيث تبدأ أجهزة الجسم كلها في عمل نشط جدا لتواجه هذا الظرف الجديد، ومثل هذا النشاط يحتاج إلي وقود وهو الأوكسيجين فإذا قلت كمية ما يصل أجهزة الجسم ومنها المخ من هذا الغاز الحيوي فإنه يصاب بأضرار قد يتأخر ظهور أثرها إلي وقت لاحق ولكنه بالتأكيد سيظهر.

وإن كانت شدة هذه الأضرار تختلف من طفل لآخر إلا أنها تصيب بنسبة ما بالتأخر العقلى .

ومن أسباب قلة الأوكسيجين عسر الولادة الشديدة أو انسداد ممرات الجهاز التنفسي بالإفرازات والمخاط لدى المولود حديثاً .

وقد يؤدي تعثر الولادة إلي حدوث تلف بالمخ حتي بدون استعمال الجفت ويؤدي إلي إصابة المخ بخلل يؤثر علي ذكاء الطفل.

ومن أمراض الدم الخطرة هذا المرض وقانا الله شره الذي يؤدي إلي تكسر شديد في الكرات الدموية الحمراء للطفل عند ولادته فتخرج من هذه الكرات المتكسرة مادة البليرتين بكمية كبيرة جدا يصعب علي الكبد الحديث التخلص منها.

فتتراكم بالدم وتصل إلي المخ محدثة به تلفا يؤثر علي خصائصه. ومنها الذكاء .

ويضيف الدكتور عبد الله مكي استشارى امراض المخ والاعصاب والطب النفسي أن المرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد الولادة وفيها يولد الطفل سليما تماماً بعد فترة حمل عادية وينمو جسمانيا وعقليا نموا طبيعيا إلي أن تهاجمه إحدي الإلتهابات المخية مثل الإلتهاب المخي الفيروسي أو الالتهاب السحائي (الحمى الشوكية)، فيحدث الضرر.

وقد تكون الإصابة في صورة ضربة شديدة أو سقطة علي الرأس يصاحبها نزف أو تهتكات بالمخ قد تؤثر علي نموه وقدرته علي التفكير.

أما إذا أصيب الطفل بورم في المخ فلعل أهون ضرر في هذه الحالة هو ما قد يصاحبه من تدهور في ذكائه وقدرته علي التفكير.

وكلما أسرعنا في تشخيص حالة التأخر العقلي كلما زادت فرصة عمل شيء قد يكون كثيرا وقد يكون قليلا .

وهناك حالات يشك الطبيب فيها حتي قبل الولادة، كجنين لوالدين أنجبا طفلا متأخر الذكاء.

أو من عائلة كثرت بها مثل هذه الأحداث المؤسفة وخصوصا إذا كان الأبوان قريبين من نفس العائلة.

وهناك حالات يشخصها الطبيب عند الولادة وقد تشخصها الأم وحدها كالطفل المنغولي أو الطفل ذي المخ الضامر والرأس الصغي ر.

أما الحالات التي يصعب تشخيصها في مثل هذا الوقت المتقدم كحالات نقص هرمون الغدة الدرقية أو خلل المخ المصاحب للولادة المتعسرة أو نقص في بعض الإنزيمات أو ذلك الذي يسببه التكسر الشديد للكرات الدموية .

فعلي الطبيب وعلي الأم أن يلحظا النمو العقلي للطفل باستمرار. وأن يحكما هل هو يتناسب مع عمره الجسماني أم لا؟

فإذا وجد الطبيب تأخرا في هذا النمو فإنه يسرع بعمل التحاليل اللازمة لقياس نشاط الغدة الدرقية. أو لتحديد مستوي بعض الإنزيمات بالجسم وغير ذلك.

 ومن هنا تظهر أهمية ملاحظة الطفل، فكلمها أسرعنا بتعويضه عن نقص إفراز الغدة الدرقية وكلما أسرعنا بإيقاف بعض الأكلات الضارة بسبب نقص الأنزيمات كلما كان الخلل بالمخ أقل شدة، أو بمعنى أصح أمكن تقليل النسبة، وتلافى الإصابة بنقص الذكاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى