إحذروا العطش. قلة الماء بالجسم قد تكون سبباً لأمراض خطيرة

حذرت الدكتورة أسماء عبد العال الاستشاري بالمعهد القومي للتغذية من العطش وقلة شرب الماء وقالت أن الماء أهم مركب كيميائي علي سطح الأرض، وهو أهم مكونات جسم الإنسان فهو يمثل حوالي 55 : 65% من وزن الإنسان أي أن الشخص الذي يزن 60 كيلوجراما يحتوي جسمه علي حوالي 35 كجم ماء.

والماء جزء أساسي في تكوين أي خلية من خلايا جسم الإنسان، ويوجد داخل وخارج جميع خلايا الجسم الثلثان داخل الخلايا، والثلث خارجها .

ويشكل الماء 90% من تكوين الدم وبلازما الدم تمثل ربع حجم السوائل الموجودة خارج الخلايا في الجسم، كما يشكل الماء 22% من وزن العظام .

والماء أساسي لاستمرار الحياة في جسم الإنسان فهو جزء أساسي في تكوين كل خلايا الجسم .

والطعام يمتص في نهاية عملية الهضم كمنتجات نهائية (سكريات أحادية وأحماض أمينية) ذائبة في الماء، كما أن الجسم لا يستطيع الإفادة من هذه المنتجات إلا في وجود الماء .

وهو شيء أساسي لسلامة الدورة الدموية، والجنين ينمو في تجويف مليء بالماء والماء يحيط بالجهاز العصبي المركزي.

وقالت الدكتورة أسماء عبد العال عن كمية الماء اللازمة للإنسان يوميا فالإنسان يحتاج إلي 1 سم مكعب من الماء عن كل سعر حراري ينتجه الجسم.

فالإنسان الذي ينتج حوالي 2000 سعر حراري يحتاج إلي شرب حوالي 2000 سم مكعب من الماء أي حوالي 8 أكواب يوميا .

ولكن لا يجب التسرع بابتلاع هذه الكمية من الماء فالطعام الذي تأكله يحتوي علي الكثير من الماء، فمثلا اللبن يحتوي علي 87% ماء، والبيض يحتوي علي 74% ، واللحم يحتوي علي 70% ، والطماطم 92% ، والبطاطس 77% ، والبرتقال 87% ، والشمام 92%.

وعلي هذا فإن كميات كبيرة من الماء تصل إلي الجسم مع طعامه وشرابه، فالقهوة والشاي مثلا ما هي إلا ماء ساخن مضاف إليه مواد أخري، وعلي هذا فإن بضعة أكواب ماء نقى فى اليوم تكفي الإنسان.

وشرب الماء يكون صحيا إذا راعينا أن يتم قبل تناول الطعام بوقت كاف، أما بعد الطعام فيجب أن يكون شرب الماء بعد الانتهاء من تناول الطعام بثلاث ساعات .

وتتحدد احتياجات الشخص العادي من الماء حسب الكمية التي يفقدها الجسم من خلال الجلد وعن طريق العرق وعن طريق الرئتين في عملية التنفس أو عن طريق الجهاز الهضمي في حالات القيء والإسهال الشديد.
وإذا قلت السوائل المأخوذة عن الكمية اللازمة للشخص فالإنسان يشعر بالعطش الذي يقبل علي تناول كميات أكبر من الماء.

وتزداد احتياجات الجسم إذا فقد كمية كبيرة من السوائل، كما يحدث عادة في حالات زيادة إفراز العرق أو القيء المتكرر أو زيادة كمية البول .

وحين تنقص كمية الماء الموجودة بالجسم فإن  درجة تركيز الدم تزداد وهذه تؤثر علي مركز العطش بالمخ الذي يسبب إحساس الشخص بالعطش .

ولكي يحدث الإحساس بالعطش لابد أن تنقص كمية الماء الموجودة حول كل خلية من خلايا الجسم، وعندما يقل الماء ترتفع الكثافة ويزيد تركيز الدمز

وعندما يصل الدم للمخ فهناك في نخاع المخ جزء حساس جدا لأي تغيير في تركيز كثافة الدم ويحتوي علي خلايا متخصصة تعمل كقرون استشعار لتغيرات التركيز ونقص كمية الماء في الجسم تقع في منطقة التحت ثلاموسي (الهيبوثلامس) .

وهذه المنطقة تبدأ في إفراز هرمونات خاصة تدور في الدم وتذهب إلي الكليتين فتقلل قدر الإمكان كمية البول التي تفرزها الكليتان في محاولة للاحتفاظ بالماء في الجسم لتفادي النقص في كمية الماء والإقلال من الماء المفقود .

ليس هذا فقط ولكنها أيضا تؤثر علي الحلمات الحسية الموجودة في الغشاء المخاطي المغلف للحلق والزور حيث تعطى إحساسا بالعطش وتدفع الشخص إلي طلب الماء لتعويض المفقود.