أبحاث ودراسات

السيدات أكثر عرضة لارتفاع نسبة الكوليسترول، لماذا؟

من الثابت علمياً أن زيادة نسبة الكوليسترول بالدم علي مدي سنوات عدة تؤدي فى النهاية إلي تصلب الجدار الداخلي للشرايين في أوعية دموية معينة، حيث يبدأ تجمع ما يسمي بالخيوط الدهنية.

تقول عنها الدكتورة تغريد كمال مدرس التغذية بالمعهد القومي للتغذية أنها عبارة عن تجمعات للدهون داخل الخلايا الملتهبة والتي توجد بالجدار الداخلي للشريان الأورطي في سن العاشرة من العمر وفي الشرايين التاجية في سن العشرين، وشرايين المخ في سن الثلاثين .

ومع مرور الوقت تنمو هذه الخيوط لتكون قشوراً بها ألياف وكميات مختلفة من الكوليسترول وخلايا الالتهاب مما يؤدي إلي ترسبات يعقبها حدوث ضيق واختناقات داخل الشرايين، وتكون النتيجة فقدان الشرايين لمرونتها مما يؤدي إلي الإصابة بارتفاع ضغط الدم .

وكلما ازداد الضيق سرعان ما يصاب الإنسان بأمراض ومتاعب أخرى منها الذبحة الصدرية المزمنة، وقد تحدث مضاعفات باثولوجية مكان الضيق مثل التجلط فوق الضيق أو انشقاق وتمزق مفاجئ بالطبقة المبطنة للضيق .

وتكون النتيجة الإصابة بجلطة القلب أو بذبحة حادة وبالتالي يحدث هبوط بالقلب والدورة الدموية.

دور الوراثة فى ارتفاع نسبة الكوليسترول

وتضيف الدكتورة تغريد كمال أن الوراثة تلعب دوراً مهما ومؤثراً في تحديد الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع نسبة الدهون بالدم .

حيث تؤكد الدراسات علي أن مرضى النوبات القلبية والمخية من السن الصغيرة ثبت أن لديهم تاريخا مرضيا في العائلة يشير إلي الإصابة بارتفاع نسبة الدهون بالدم، ولهذا أمكن اكتشاف العامل الوراثي، وفتح ذلك الباب أمام مجال العلاج الجيني لمرضي تصلب الشرايين في السن الصغيرة .

السيدات أكثر عرضة لمخاطر الكوليسترول

ويؤكد الباحثون علي أن النساء عادة هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع نسبة الدهون بالدم وخصوصاً أثناء فترة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية لارتباط ذلك بالهرمونات الأنثوية، ولذلك غالبا ما يكن عرضة للإصابة بالأزمات القلبية بعد انقطاع الدورة الشهرية .

كما أن الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم يعد من العوامل المسببة للإصابة بتصلب الشرايين، لأن هذا الارتفاع يعد المحرك الأول للتغيير الذي يحدث بجدار الشريان فيؤدي إلي تدفق الكوليسترول قليل الكثافة إليه، وسرعان ما تتكون الترسبات الدهنية التي تؤدي في النهاية إلي ضيق الشريان .

أيضاً فإن ارتفاع نسبة الكوليسترول لدي مرضي السكر يكون أسرع مسببا للإصابة بتصلب الشرايين.

الرياضة والرجيم  والإقلاع عن التدخين أساسيات لبداية العلاج

وتصف الدكتورة تغريد كمال مدرس التغذية بالمعهد القومي للتغذية العلاج بأنه يعتمد أساساً علي الحماية الأولية قبل ظهور الأعراض، وهذا يتأتي بالكشف الدوري علي نسبة الكوليسترول بالدم، واتباع نظام غذائي صحي بتجنب الأطعمة المحتوية علي نسبة عالية من الدهون المشبعة، وكذلك علاج الأمراض التي تساعد علي زيادة نسبة الدهون بالدم مثل ضعف الغدة الدرقية وأمراض الكلي، وتجنب تناول الكحوليات وعدم التدخين والحرص علي ممارسة الرياضة البدنية بانتظام .

كما أن إنقاص الوزن وتجنب السمنة يساعد كثيرا علي خفض نسبة الدهون بالدم ويقلل فرص الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

ولكن فى العموم فقد حدث تطور مذهل في العقدين الأخيرين في علاج اختناقات الشرايين التاجية، حيث أمكن تشخيصها بالقسطرة القلبية ومحاولة إزالتها بالقسطرة البالونية التداخلية، أو إعادة فتح الشريان التاجي وتركيب دعامات شريانية للتقليل من فرص حدوث الضيق مرة أخري .

كما أمكن أيضاً إجراء وصلات شريانية عن طريق الجراحة، وهذا في حالة ضيق واختناقات بالشرايين لا يمكن توسعها .

ولكن وقبل أن ندخل فى مثل هذه الحالات المرضية الشديدة فإن الخبراء يوصون بضرورة قياس نسبة الكوليسترول عند بلوغ سن 40 عاما بالنسبة للرجل، وفي سن الخمسين عند المرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى