أبحاث ودراسات

كل شيء عن النسيان وهل هو نعمة أم مرض؟

الحقيقة العلمية تقول أن النسيان أحيانا نعمة وقد يكون حالة صحية مطلوبة ولكن في حدود، إنها الحقيقة المؤكدة “للنسيان فوائد في بعض الأحوال.

الأستاذ الدكتور أيمن العزوني استشاري المخ والأعصاب والطب النفسي يقول: لكن ليس معني هذا أنه مطلوب في كل موقف، أنه عندئذ يمثل حالة مرضية في حاجة إلي العلاج، “حاول أن تنسي إذن ولكن في الحدود التي يقول بها العلم”.

ما هو مرض النسيان؟

يقول الدكتور العزوني: الواقع أن النسيان ليس مرضا مستقلا ولكنه عرض لعديد من الأمراض العضوية والنفسية، ويجب أن نفرق مبدئيا بين النسيان المرضي أي الذي ينشأ نتيجة لمرض معين، والنسيان الطبيعي الذي قد يحدث لأي إنسان في مواقف عدة.

والنسيان عموما معناه أن يفشل الإنسان في استرجاع أحداث أو موقف أو معلومات يختزنها في مركز التذكر بالمخ.

وهذا يحدث إذا كان الإنسان قد أعطي جزءا ضئيلا من اهتمامه لهذه الأشياء وبالتالي فشل في اختزانها بالطريقة الصحيحة.

وعلي هذا فهو يعجز عن استدعائها إذا أراد وهذا هو ما يحدث بالنسبة للطلبة مثلا الذين يشكون أحيانا من النسيان، فالمشكلة  قد تكمن في أنهم لا يقرأون بتركيز أو أن هناك عوامل تشتيت تعوقهم عن القراءة السليمة ومن ثم تخزين المعلومات.

أحداث لا يمكن أن ينساها الإنسان أبدا

وهناك أحداث معينة ترسخ في ذهن الإنسان وتكون غير قابلة للنسيان أو تستعصي علي النسيان، إنها الأحداث المهمة في حياته حتي وإن كانت قد حدثت في فترة الطفولة.

أو تلك الأحداث التي ارتبطت بموقف انفصالي معين أو الأحداث التي غيرت مجري حياة الإنسان، فهو يحتفظ في مخه بالأحداث التي مرت به والشحنات العاطفية الانفعالية المرتبطة بها.

ولقد أثبت ذلك عالما سويدي اسمه (بنجيلد) حين نبه بعض مراكز المخ فتذكر الإنسان أحداثا معينة وصاحب ذلك نفس المشاعر التي كانت مرتبطة بهذه الأحداث سواء كانت سارة أو حزينة.

النسيان المرضي وأسبابه

ويضيف الدكتور أيمن العزوني: الإنسان قد ينسي بفعل المرض النفسي أو نتيجة لتأثير المرض العضوي، وإذا كان مصابا بحالة قلق نفسي فإنه قد يشكو من النسيان والسبب في ذلك أن انتباهه يكون مشتتا لا يستطيع التركيز أو الانتباه لشيء.

ولهذا لا تثبت الأحداث في منطقة التذكر وبذلك لا يتذكر الأحداث القريبة.

وقد ينسي أشياء ثابتة في حياته من المفروض ألا ينساها مثل إسم صديق أو قريب له، أو عنوان معين، أو رقم تليفون، أو قد ينسي أين ترك الأشياء الخاصة به وهكذا.

وكذلك الإنسان المصاب بمرض الاكتئاب قد يعاني من النسيان والسبب أنه يكون مهموما حزينا مستغرقا في اكتئابه.

كما أن الاكتئاب يصيب الإنسان  ببطء التفكير والاستيعاب وضعف التركيز.

ومن ضمن الأمراض النفسية الهامة التي قد تصيب الإنسان بفقدان كامل في الذاكرة مرض الهيستريا.

وهناك حالة من النسيان يطلق عليها النسيان الهستيري أو فقدان الذاكرة الهستيري، وهذا يحدث إذا أصيب المريض بصدمة نفسية حادة تسبب له حالة شديدة من الاكتئاب.

علاج النسيان بالغذاء والأعشاب وتغيير نمط الحياة

ويختتم الأستاذ الدكتور أيمن العزوني استشاري المخ والأعصاب والطب النفسي: بالأساس إن علاج النسيان يأتي من علاج أسبابه، ويمكن علاج النسيان باتباع هذه النصائح.

ــ تنشيط خلايا المخ عن طريق شرب الكثير من المياه وعدم الوصول لحالة العطش الكامل أبدا.

ــ النوم لمدة لا تقل عن ثمانية ساعات بالنسبة للكبار، ويفضل أن تكون بالليل، ذلك أن قلة عدد ساعات النوم تسبب تلف جزئي في خلايا المخ.

ــ التعود والمداومة على الرياضة اليومية الخفيفة مما يساعد على تدفق الدم إلى المخ ومن ثم تنشيط خلاياه خاصة خلايا التذكر.

ــ اتباع برنامج غذائي سليم ومتوازن لضمان تغذية أفضل للمخ، وأفضل أغذية تفيد المخ هي البيض، والخرشوف، “الشوكي أرضي”، والفستق، والجزر، وزيت الزيتون.

ــ الحبق وزيت الحبق مفيد جدا في علاج النسيان وتقوية الذاكرة خاصة الذاكرة البعيدة، كما يوصف لعلاج مرضى الزهايمر.

علاج النسيان بالأدوية

في بعض الحالات الشديدة قد يصف الطبيب المختص وحده علاجا دوائيا بغرض علاج النسيان وأهمها الأدوية التي تعمل على زيادة مادة “الأسيتيل كولين” داخل الجسم والمخ وهي المسؤولة عن عملية التعرف والتذكر.

هناك عائلة أخرى من الأدوية لتثبيط الأنزيم المسؤول عن تكسر مادة “الأستيل كولين” بغرض زيادته طبيعياً، ويجب أن يصف نوع الدواء وجرعاته طبيب مختص.

وحسب الحالة وحسب قياس درجة التذكر التي يجريها الطبيب كل ثلاثة شهور على الأقل للتحكم بجرعات الأدوية الموصوفة يكون علاج النسيان مجديا على الأقل في 50% من الحالات المتوسطة والشديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى