أمومة وطفولة

أسباب تأخر النطق واللعثمة عند الأطفال.. كيف يتكلم الإنسان؟

تقول دكتورة هبة عبد الرازق أخصائي تخصص نطق وتخاطب أن لغة التخاطب تبدأ  منذ بدء الحياة نفسها فالحيوانات الأولية لها لغة تخاطب والطيور أيضا قادرة علي التخاطب فيما بينها بلغة معينة تفهمها هي ولا يفهمها الإنسان مثلا.

وبالتالي يمكن تعريف اللغة بأنواعها سواء كانت كلاما أو كتابة أو إشارة بأنها تعتبر وسيلة للاتصال فيما بين الكائنات وبعضها البعض.

وأيضا بين الإنسان وبني جنسه مستخدما في ذلك أشكالا وأصواتا معينة لها معني خاص وقوانين خاصة تحكمها مجتمعات معينة.

وتضيف الدكتورة هبة: تعتمد اللغة المستخدمة في التخاطب اعتمادا علي المحتوي الفكري أو المعلومة المراد توصيلها بين كائن وآخر .

فكلام الإنسان يعبر عن فكره وفكر الإنسان هو كلامه. وبالتالي فإن الكلمة عديمة الفكر التي لا تحتوي علي فكر الإنسان هي كلمة ميتة.

كما أن العلاقة بين الفكر والكلمة علاقة حية بالدرجة الأولي وكذلك الأفكار المجردة الموجودة في رأس الإنسان والتي لا يعبر عنها بالكلام هي أفكار الظل.

ولكي يكتسب الطفل موهبة الكلام لابد أن يكون عنده الجهاز العصبي العضلي الخاص بالكلام والتخاطب.

ثم يأتي دور البيئة المحيطة بالطفل، ثم الجو العائلى المحيط به وطريقة تنشئته أيضا.

فبالنسبة للجهاز العضلي والعصبي الخاص بالكلام والتخاطب فإنه يوجد في الفص الأيسر للمخ (الفص الخاص بالكلام) مراكز عليا متخصصة في استقبال المعلومات من البيئة المحيطة بالطفل.

وهذه الأجهزة المستقبلة للمعلومات بعد أن تقوم بتصور قابل للموقف الكلامي والمحتوي الفكري للمعلومة المستقبلة وتبدأ في عملية خلط الصوت والصورة .

ثم ترسل إشارات خاصة من خلال ألياف عصبية معينة إلي مركز إصدار المعلومات.

وهو موجود في الفص الأمامي للمخ للبدء في إصدار المعلومة الجديدة المرسلة إلي البيئة أو إلي الشخص الذي بدأ السؤال مثلا؟

ثم ترسل هذه المعلومة الفكرية علي شكل إشارات عصبية لتنشيط اللسان والحنجرة والعضلات الخاصة بالنطق والكلام كعضلات الزور والبلعوم والأنف واللهاة والشفتين والصدر.

حتي يمكن إرسال المعلومة الجديدة كمحتوي فكري إلى خارج الإنسان إلي الطبيعة أو البيئة الممثلة في إنسان آخر والذي يبدأ في فهم المعلومة المستقبلة.

وتحدث نفس القصة في الفص الأيسر لمخه، ولذا نقول أن الفص الأيسر لمخ إنسان ما يرسل معلومة يستقبلها الفص الأيسر لمخ إنسان آخر وهكذا كالكرة بالضبط أحدهما يقذف الكرة والآخر يستقبلها ويعدلها ثم يقذفها مرة أخري.

متى تبدأ المحاولات الأولى للكلام عند الأطفال؟

وتقول تقول الدكتورة هبة عبد الرازق: تبدأ المحاولات الأولي للكلام في سن ثمانية أشهر عندما يردد الطفل مقاطع متماثلة مثل (با . با) أو (دا . دا)

وفي عمر سنة يعطي الطفل انطباعا بمعرفته للمسميات. وفي عمر 18 شهرا يتكون قاموس الطفل من عشر كلمات، ويكون تأخر نطق الأطفال سببا لقلق الوالدين والطبيب .

وبما أن الكلام تعبير عن الفكرة والتفكير والتفهم فإذا تأخر نطق الطفل مثلا إلي سن السنتين وكانت نظرة الوالدين والطبيب له بأنه يتفهم الأمور والأوامر جيدا فإن هذا الوقت للطفل لا يقلق .

لأن بعض الأطفال قد يتأخرون في الكلام قليلا، أما إذا تأخر الكلام وكانت مؤشرات أخري لتأخر النمو العقلي أو البدني للطفل كتأخر الجلوس والمشي أو عدم الاتزان، أو عدم الفهم فكلها مؤشرات ذات دلالة مرضية، وهنا يبدأ دور الطبيب.

ما هى أسباب تأخر النطق لدى الأطفال؟

وأسباب التأخر المرضي للنطق لدى الأطفال – تقول الدكتورة هبة عبد الرازق – كثيرة ومتعددة أهمها بالطبع إصابات الفص الأيسر للمخ مثل العيوب الخلقية في المخ نتيجة إصابة الأم أثناء الحمل بإصابات فيروسية مثل الحصبة الألمانية أو التوكسوبلازما أو التعرض للإشعاع في الأشهر الثلاثة الأولي من الحمل.

وهذه العيوب الخلقية تؤدي إلي ضمور فصوص المخ وخاصة الفص الأيسر.

 وهذا يؤدي إلي تأخر اكتساب الكلمات والتخاطب، وفي الغالب يكون هناك تأخر في المؤشرات الحركية للطفل مثل الجلوس والمشي.

وأحيانا قد يصاب الطفل بالعمي أو الصمم.

وهناك أسباب أخري مثل: الأمراض الوراثية التي تؤدي إلي التخلف العقلي كأمراض اختلال الهرمونات والأملاح والأحماض الأمينية والدهنيات في الدم والمخ.

كل هذه الأمراض الوراثية تؤدي إلي التخلف العقلي وتخلف الكلام والتخلف الحركي والتشنجات العصبية.

أيضا من الأسباب التي تؤدي إلي إصابة المخ الصفراء التي تصيب الأطفال بعد الولادة، فإنها تسبب ضمور المخ وتأخر الكلام والتخلف العقلي.

الأسباب المكتسبة لتأخر النطق واللعثمة

أما عن الأسباب المكتسبة لتأخر النطق أو اللعثمة فمنها الفقدان المبكر في الطفل لحاسة من الحاستين الأساسيتين للمساعدة علي اكتساب التخاطب (السمع والبصر)، وهما الوسيلتان اللتان يتعرف بهما الطفل علي البيئة المحيطة فإذا أصيبت إحدي هاتين الحاستين السمع أو البصر في سن مبكرة وخاصة حاسة السمع كإصابة العصب السمعي بعد الحمي الشوكية أو نتيجة تعاطي المضادات الحيوية أو التهاب فيروسي في العصب السمعي فإن الطفل لا يستطيع التعرف السمعي وبالتالي تتأخر ملكة الكلام أو التخاطب عنده.

وتختتم دكتورة هبة عبد الرازق أخصائي تخصص نطق وتخاطب أن هناك أيضاً عدم الاهتمام العائلي بالطفل أو البيئة الصامتة، فالكلام رد فعل لمكتسبات حسية كثيرة فإذا ترك الطفل مثلا في مكان بعيد عن الضوضاء ولا يكلمه أحد فإنه ينمو ولكن لا يستطيع التخاطب أو الكلام مثل أطفال الغابات أو الإنسان الأول حيث كان النطق يتأخر كثيرا عندهم.

وقد يتأخر الكلام عند بعض الأطفال ولكنهم سوف يتكلمون بعد ذلك لأن مؤشر الفهم موجود.

وهناك حالات يتأخر فيها النطق نتيجة لفقدان الأم أو الابتعاد والإنطواء.

وقد يكون السبب عند البعض وجود إصابة عضوية في مراكز الكلام العليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى