تقرير جديد”حلول الوقاية من الكسور في المملكة العربية السعوديةتم تأليفه من قبل برنامج التقاط الكسر التابع للمؤسسة الدولية لهشاشة العظام (IOF) بالتعاون مع خبراء سعوديين بارزين.
ويكشف عن عبء هشاشة العظام والمشهد الحالي للسياسة الصحية في المملكة العربية السعودية، والأهم من ذلك، أنه يقدم توصيات مهمة للمساعدة في معالجة الارتفاع المتوقع في كسور الهشاشة بين السكان.
تعتبر كسور الهشاشة الناتجة عن هشاشة العظام من أهم المخاوف الصحية العامة في المملكة العربية السعودية. ومع مواجهة البلاد لزيادة سريعة في عدد كبار السن، تشير التقديرات إلى أن عدد كسور الهشاشة قد زاد بأكثر من 25% – من 175000 في عام 2019، إلى ما يقدر بنحو 222000 في عام 2023.
قُدِّر عبء التكلفة على نظام الرعاية الصحية بنحو 635 مليون دولار أمريكي في عام 2019، يُعزى 56% منها إلى تكاليف العلاج في المستشفيات والجراحة. ومن المتوقع أن ترتفع هذه التكاليف إلى 750 مليون دولار أمريكي في عام 2023.
يحذر البروفيسور رياض السليماني من جامعة الملك سعود، كلية الطب والطب بجامعة الملك سعود، رئيس الجمعية السعودية لهشاشة العظام وأحد مؤلفي التقرير، من العبء المتزايد للكسور المرتبطة بهشاشة العظام:
“إن كبار السن هم الأكثر تأثراً بهشاشة العظام التي تؤدي إلى عظام هشة قابلة للكسر بسهولة، والمعروفة باسم “كسور الهشاشة”. “ومن المتوقع أن تتضاعف نسبة كبار السن في المملكة العربية السعودية بأكثر من الضعف بحلول عام 2050، وستشهد المملكة تسارعًا سريعًا في معدل الكسور. ولهذه الكسور عواقب وخيمة على المصابين وتداعيات على تكلفة نظام الرعاية الصحية. ”
“من وجهة نظر المريض، يمكن أن يكون لكسر الورك على سبيل المثال عواقب مدمرة ومهددة للحياة. ويبلغ معدل الوفيات في المملكة العربية السعودية 27% في العام التالي لكسر في الورك. ومن بين الناجين، 52% غير قادرين على العودة إلى حياتهم السابقة”. حالة نشاط الكسر، حيث يحتاج حوالي 32% إلى مساعدة في المشي و83% ممن يحتاجون إلى كرسي متحرك يصبحون طريحي الفراش.”
“يتم إحراز تقدم مهم لمعالجة هذه المشكلة، لا سيما من خلال الخطة الوطنية للوقاية من هشاشة العظام وإدارتها لعام 2018 التي نشرتها وزارة الصحة ونشر المبادئ التوجيهية السعودية المحدثة مؤخرًا لهشاشة العظام لتشخيص وعلاج هشاشة العظام. ومع ذلك، هناك ولا تزال هناك فجوات كبيرة وفرص ضائعة يجب معالجتها بشكل عاجل”.
يحدد الخبراء مجالات محددة للتحسين من شأنها أن تعمل على زيادة معدل التشخيص المنخفض وتقليل الفجوة الكبيرة جدًا في علاج هشاشة العظام.
وتشمل الإجراءات الواجب اتخاذها إعطاء الأولوية لانخفاض كثافة العظام وهشاشة العظام ضمن خطة المجلس الصحي السعودي المقبلة؛ وتحسين تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية؛ ومعالجة نقص فيتامين د على نطاق واسع؛ تحسين التوافر دون المستوى الأمثل للماسحات الضوئية لكثافة المعادن في العظام (DXA)؛ ومعالجة نقص الإبلاغ عن كسور العمود الفقري؛ وبدء نظام وطني لجمع ورصد البيانات المتعلقة بالكسور (مثل سجلات الكسور)؛ وزيادة وعي المجتمع بصحة العظام، من بين نقاط العمل الأخرى.
وهناك قضية أخرى بالغة الأهمية وهي الحاجة إلى إنشاء خدمات فعالة لتنسيق الكسور (FLS) في جميع المستشفيات التي تعالج المرضى الذين يعانون من كسور الهشاشة. إن FLS عبارة عن خدمة منسقة ومتعددة التخصصات لرعاية ما بعد الكسر داخل المستشفى تعمل على زيادة معدلات فحص وتشخيص وعلاج هشاشة العظام بعد الكسر. وبدون التشخيص والعلاج المناسبين لهشاشة العظام، فإن المريض الذي أصيب بكسر هشاشة يكون أكثر عرضة للإصابة بكسر ثانٍ، خاصة في غضون عامين.
حتى الآن، يوجد أحد عشر مستشفى سعوديًا فقط لديها خدمات FLS. تشمل الخدمات المثالية خدمات FLS ذات المستوى الذهبي في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة (مكة المكرمة)، ومستشفى عرفان وبجدو العام (جدة)، ومستشفى الملك فهد بجدة (جدة)، ومدينة الملك سعود الطبية (الرياض).
وأضافت البروفيسور منى فودة من جامعة الملك سعود، كلية الطب والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود، وأحد مؤلفي التقرير: “في المملكة العربية السعودية، نحن محظوظون بوجود العديد من المنظمات المهمة المكرسة لقضية الوقاية من كسور الهشاشة والتعليم المهني في مجال الرعاية الصحية، وتشمل الجمعية السعودية لهشاشة العظام، والجمعية السعودية لجراحة العظام، والجمعية السعودية للعمود الفقري، والجمعية السعودية للغدد الصماء والتمثيل الغذائي، والجمعية السعودية لأمراض الشيخوخة، والجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم. العمل على إنشاء برنامج وطني للوقاية من السقوط والكسور لدى كبار السن.”
“كخبراء طبيين، يدرك أعضاء هذه المعاهد والجمعيات الحاجة الملحة للوقاية من هشاشة العظام لحماية كبار السن لدينا من كسور الهشاشة المدمرة والمغيرة للحياة.”