إنه علاج يستخدم عادة للمساعدة في التغلب على الإدمان أو تعاطي المخدرات، ولكن المقابلات التحفيزية يمكن أن تحسن صحة ورفاهية العاملين في مجال رعاية المسنين في الخطوط الأمامية، وفقًا لـ بحث جديد من جامعة جنوب أستراليا نشرت في مجلة تعزيز الصحة في أستراليا.
وجدت الدراسة أن المقابلات التحفيزية يمكن أن تمكن العاملين في مجال رعاية المسنين المنعزلين من تحديد الأولويات والسيطرة على صحتهم العقلية والجسدية، وبالتالي تعزيز الرفاهية في مكان العمل.
من خلال العمل مع عالم فيزيولوجي معتمد للتمرين، تلقى العاملون في مجال رعاية المسنين في الخطوط الأمامية الاستشارة والتعليم حول تحديد الأهداف الشخصية والإجراءات والتكيف، بالإضافة إلى مقاييس كثافة النشاط.
وبعد ثلاثة أشهر، زادت استقلاليتهم في ممارسة الرياضة بنسبة 9% تقريبًا، وهو مؤشر جيد للسلوك المستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، تحسنت لياقتهم البدنية كما يتضح من زيادة طفيفة في مسافة المشي لمدة ست دقائق في فترة المتابعة لمدة تسعة أشهر.
أبلغ المشاركون أيضًا عن حدوث تغييرات إيجابية في السلوكيات الصحية الأخرى مثل تناول الطعام بشكل أفضل، وطلب المزيد من المساعدة من المتخصصين في مجال الصحة لإدارة الحالات الصحية، وعدم القسوة على أنفسهم عندما يخطئون.
هناك طلب كبير على التدخلات في مكان العمل التي يمكن أن تحسن ظروف العمل والرفاهية في قطاع رعاية المسنين المضطرب في أستراليا، حيث يستمر نقص الموظفين، وانخفاض الأجور، وارتفاع معدل دوران الموظفين، ونقص الفرص لتحسين المهارات، وارتفاع متطلبات العمل الجسدية والعاطفية، وانخفاض التحكم الوظيفي للموظفين لتشويه الصناعة.
تعد رعاية المسنين واحدة من أكبر الصناعات الخدمية في أستراليا حيث يعمل بها حوالي 366000 عامل بأجر.
تقول الباحثة في جامعة جنوب أستراليا وأخصائية فيزيولوجية التمارين الرياضية، الدكتورة ميريلين لوك، إن العلاج التحفيزي يمكن أن يكون تدخلاً فعالاً لمعالجة اللامبالاة النظامية بين العاملين في مجال رعاية المسنين في الخطوط الأمامية.
يقول الدكتور لوك: “ليس هناك شك في أن قطاع رعاية المسنين في أستراليا يتعرض لضغوط. لدينا شيخوخة السكان، ومتطلبات الرعاية المعقدة، وقضايا التمويل، ونقص في العاملين المؤهلين والمهرة في مجال رعاية المسنين”.
“إن دعم الصحة الجسدية والعقلية للعاملين في مجال رعاية المسنين في الخطوط الأمامية أمر ضروري، لأن الرعاية الجيدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالوظائف الجيدة.
“المقابلات التحفيزية هي تقنية استشارية شخصية ومتعاطفة تمكن الشخص من استكشاف وحل التناقضات. وهي تعمل على افتراض أن أي تغيير أفضل من لا شيء، ولأنها موجهة نحو الهدف، فإنها تشجع الناس على تحديد التغيير الإيجابي والتعرف عليه والحفاظ عليه .
“يعد مكان العمل وسيلة مناسبة لاستهداف السلوك الصحي لأعداد كبيرة من الموظفين. ومن خلال إشراك وتحفيز العاملين في مجال رعاية المسنين في الخطوط الأمامية لإجراء تغييرات إيجابية على صحتهم، نأمل في تقديم دعم أفضل للقوى العاملة في مجال رعاية المسنين وبالتالي الأشخاص المسنين رعاية.”
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعالجة استيعاب مثل هذه التدخلات على مستويات المنظمة، فإن الدراسة تمثل مبادرة واعدة لمساعدة العاملين في مجال رعاية المسنين على السيطرة على صحتهم ورفاههم.