من المعروف على نطاق واسع أن حليب الثدي هو التغذية الأكثر فائدة للرضع، لكن العديد من الأسر تواجه تحديات طبية أو لوجستية في الرضاعة الطبيعية. في الولايات المتحدة، يستمر 45% فقط من الأطفال في الرضاعة الطبيعية الحصرية عند عمر 3 أشهر، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض.
على مدى عقود، سعى الباحثون إلى إنشاء مكمل أو بديل قابل للتطبيق لحليب الثدي لمنح الأطفال أفضل بداية للنمو الصحي. أظهر بحث جديد أجرته جامعة كانساس كيف أن مكونًا معقدًا من الحليب يمكن إضافته إلى حليب الأطفال الصناعي يمنح فوائد معرفية طويلة المدى، بما في ذلك قياسات الذكاء والوظيفة التنفيذية لدى الأطفال.
يضيف البحث الذي أجراه جون كولومبو، مدير ومحقق معهد KU Life Span، إلى جانب زملائه في Mead Johnson Nutrition وفي شنغهاي، الصين، إلى الدعم العلمي المتزايد لأهمية المكونات الموجودة في غشاء كريات دهون الحليب (MFGM) في الإنسان المبكر. تطوير.
الدراسة التي نشرت في مجلة طب الأطفالأظهرت أن تغذية الرضع بصيغة مكملة بـ MFGM واللاكتوفيرين لمدة 12 شهرًا ترفع معدل الذكاء بمقدار 5 نقاط عند عمر 5 سنوات ونصف. وكانت التأثيرات أكثر وضوحًا في اختبارات سرعة معالجة الأطفال للمعلومات والمهارات البصرية المكانية. كما شوهدت اختلافات كبيرة في أداء الأطفال في اختبارات الوظيفة التنفيذية، وهي مهارات معقدة تنطوي على تعلم القواعد والتثبيط.
وقال كولومبو إن جميع أشكال حليب الثدييات تحتوي على كريات دهنية كبيرة محاطة بغشاء يتكون من مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المهمة لتغذية الإنسان ونمو الدماغ. عندما يتم تصنيع حليب الأطفال المعتمد على الحليب، تتم إزالة الغشاء عادةً أثناء المعالجة.
وقال كولومبو: “لم يفكر أحد كثيرًا في هذا الغشاء، حتى أظهرت التحليلات الكيميائية أنه معقد بشكل ملحوظ ومليء بالمكونات التي من المحتمل أن تساهم في الصحة ونمو الدماغ”.
وكانت دراسة عام 2023 بمثابة متابعة لدراسة شارك كولومبو أيضًا في كتابتها مع زملائه في شنغهاي، الصين، ونُشرت في مجلة مجلة طب الأطفال في عام 2019. أظهرت تلك الدراسة أن الأطفال الذين تم تغذيتهم على تركيبة تحتوي على MFGM واللاكتوفيرين البقري المضافين حصلوا على درجات أعلى في اختبارات النمو العصبي خلال السنة الأولى وفي بعض جوانب اللغة عند عمر 18 شهرًا.
وقال كولومبو إن مجتمع أبحاث التغذية العالمي كان ينظر إلى MFGM منذ حوالي عقد من الزمن. نظرًا لأن الغشاء يتكون من عدة مكونات مختلفة، فمن غير المعروف ما إذا كان أحد المكونات مسؤولاً عن هذه الفوائد، أو ما إذا كانت المجموعة الكاملة من العناصر الغذائية تعمل معًا لتحسين نمو الدماغ والسلوك.
وقد شوهدت هذه الفوائد لدى الأطفال بعد فترة طويلة من انتهاء التغذية الصناعية عند عمر 12 شهرًا.
وقال كولومبو، الذي قضى معظم حياته المهنية في البحث عن أهمية الخبرة المبكرة في تشكيل التطور اللاحق: “هذا يتوافق مع فكرة أن التعرض المبكر لهذه المكونات الغذائية يساهم في بنية ووظيفة الدماغ على المدى الطويل”.