أخبار عاجلة

ما هو داء بطانة الرحم المهاجرة؟.. الأعراض والأسباب والعلاج

من المتناقضات المذهلة تمكن الطب من شفاء داء بطانة الرحم المهاجرة أو البطانة الرحمية المهاجرة الذي يصيب النساء بالعقم وذلك بحبوب منع الحمل، إنها حقا من المتناقضات!

ومرض بطانة الرحم المهاجرة إن تم التغاضى عنه ولم يعالج في مرحلته الأولي يسبب للمرأة عقما مزمنا، وتعتقد المرأة المصابة به أنه السرطان مع أنه ليس كذلك إنما هو بسبب الالتصاق في التجويف الحوضي .

والمادة المسببة للالتصاق شبيهة بالنسيج المبطن للرحم، وهذه البطانة تسمي (أندوميتريوم) وداء بطانة الرحم المهاجرة اسمه (أندوميتريوس), وكأن هذا الداء استعار اسمه ! .

أسباب الإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة

تخضع البطانة الرحمية في كل شهر إلي تبدلات دورية ترافق الدورة، فهي تبني نفسها لتصبح كالسرير الناعم المستعد لاستقبال البويضة، فإذا لم تصل البويضة (وهذا ما يحصل في أكثر الشهور) تتفكك البطانة وتخرج مع ملفوظات الحيض أو الدورة الشهرية، ثم تبدأ الدورة من جديد .

والمرأة التي تعاني من داء بطانة الرحم المهاجرة لا تقتصر التغييرات علي الرحم من داخله، بل تصيب كل قطعة نسيج شبيهة بالبطانة يكون في تجويف الحوض، وتتصل هذه الأجزاء الضالة أحيانا كثيرة بالأنابيب والمبيض، وتنمو وتنزف كل شهر, ويتراكم الملفوظ منها ويتخثر الدم ويصبح مصدر خطر .

وأعراض داء بطانة الرحم المهاجرة تشعر بالألم الشديد في أثناء الحيض، وقد يكون الداء مستوطنا قبل سنين، ولكن النساء لا يشعرن بالألم قبل بلوغهن العشرين من العمر .

فالحالة كما تأكد خفية يتعذر اكتشافها بالفحوص التقليدية أو بالأشعة، إلا أن التنظير المجهري قد مكن الأطباء من رؤيتها والوصول إليها، وبالرغم من غياب الأعراض فالضرر الحاصل يصيب المرأة ويعتبر من أهم أسباب العقم .

علاج بطانة الرحم المهاجرة (البطانة الرحمية)

كانوا فيما مضى يعالجون داء بطانة الرحم المهاجرة هذا بالجراحة, فيزيلون ويستأصلون، مما يقضى على أمل المرأة في الحمل والولادة تماما .

ولكن تبدل الحال وسيطر الطب علي المرض وعالجوه بشتي الوسائل منها حبوب منع الحمل، فالحبة تمنع التبويض عند المرأة وبذلك يقلل نشاط هذه الشراذم التائهة من البطانة الرحمية فتتقلص، وأحيانا تتيبس نهائيا .

وعندما تكف المرأة عن تناول حبوب منع الحمل, يستأنف الجهاز التناسلي عمله، ولكن لا يستبعد أن يعود المرض إلي الظهور بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، ولكن يكون ظهوره بطيئا مما يفسح المجال للحمل فيتم ويأحذ مجراه الطبيعي .

ومتي كان انسداد الأنابيب متسببا فى الالتهاب فاختبار روبن المتضمن إدخال غاز ثاني أكسيد الكربون إلي الأنابيب من شأنه أن يفتحها ويزيل الانسداد منها، ومتي كان الالتهاب مزمنا فيمكن ضخ محلول مضاد للجراثيم إلي داخل الأنابيب ليزيل الخلل ويمهد إلي الشفاء .

أما إذا كان الانسداد ناجما عن الانقباضات العضلية فاستعمال الأدوية المسكنة للتقلصات مفيد جدا متي تم الاستعانة بهذه الأدوية بوصفة طبية متخصصة ودقيقة  .

ولكن أحيانا يكونه الضرر اللاحق بالأنابيب بالغا ولا ينفع معه دواء, هنا تبرز الحاجة إلي الجراحة حيث يجب أن تستأصل الأجزاء المتأثرة ويخاط ما بقي منها معا .

وللإبقاء علي الممرات مفتوحة خلال النقاهة, يتم زرع أنبوب (تفلون) يمتد من ثقب في البطن بعد إجراء العملية مما يمكن الطبيب من انتزاعه بعد شهور ثلاثة دون أن يكون مضطرا إلي إحداث شق جديد .

ولقد أتقنوا مؤخرا الأساليب المتبعة في المناظير، فاستنبطوا أدوات جراحية خاصة يمكن إدخالها إلي التجويف الحوضي مع المنظار، وهذا يتيح للطبيب القيام بالجراحة دون إحداث أي شق بطني كبير، ويقوم الطبيب بهذا بعد تخدير المريضة تخديرا موضعيا بسيطا .

والتطور العظيم في مجال الطب النسائي والجنيني رافقه اكتشافات مدهشة في مجال الزرع إذا لم يفلح علاج داء بطانة الرحم المهاجرة ، وهذه العمليات تبشر بزوال المحن والآلام والكروب التي كانت تعصف بقلوب النساء وبسعادهن .

شاهد أيضاً

مفاجأة بحثية.. القهوة تنقذ السيدات من الإصابة بالخرف

وجدت دراسة نُشرت مؤخرا حول الإصابة بالخرف بمناسبة اليوم العالمي للقهوة أن السيدات اللاتي يتناولن …